كل فتاة بأبيها معجبة "1- معناه: إعجاب المرء برهطه , وعشيرته.
2- أوّل من قاله: العَجْفَاءُ بنت علقمة السعدي.
3- أما حديث النسوة في فضليات النساء في رأيهن: فقد روي أن العجفاء وثلاث نسوة من
قومها خرجن فاتّعدن بروضة يتحدّثن فيها, فوافين بها ليلا في قمر زاهر, وليلة ساكنة ,
وليلة معشبة, خصبة.
فلما جلسن قلن: ما رأينا كالليلة ليلة, ولا كهذه الروضة روضة أطيب ريحا ولا أنضر. ثم
أفضن في الحديث فقلن :
أي النساء أفضل؟قالت إحداهن: الخَرُودُ, الودود, الولود.(الخرود: ذات حياء)
قالت الثانية: خيرهن ذات الغَنَاء, وطيبُ الثناء, وشدة الحياء.( الغَناء: ضد الفقر)
قالت الثالثة: خيرهن السَّمُوعُ, الجَمُوعُ, النَّفُوعُ, عير المَنُوعِ.
قالت الرابعة: خيرهن الجامعة لأهلها, الوادعة, الرافعة لا الواضعة.
4- قلن: أي الرجال أفضل؟قالت إحداهن: خيرهم الحَظِيُّ,الرَضِيُّ, غير الحَظَّالِ, ولا التَّبَال.(الحظال: المقتر الذي
يحاسب أهله بالنفقة, التَّبال: الحقود)
قالت الثانية: خيرهم السيد الكريم, ذو الحسب العميم, والمجد القديم.
قالت الثالثة: خيرهم السََّخيُّ, الوفيُّ, الرضيُّ, الذي لا يُغير الحرة, ولا يتخذ الضرّةَ.
قالت الرابعة: وأبيكن: إن في أبي لنعتُكُنَّ: كرم الأخلاق, والصدق عند التلاق, والفَلْجَ عند
السباق, ويحمده أهل الرفاق. (الفَلْجُ: الفوز والظفر)
قالت العجفاء عند ذلك: " كل فتاة بأبيها معجبة ".وفي بعض الروايات: أن إحداهن قالت: إن أبي يكرم الجار, ويعظم النار, وينحرالعشار
بعد الحوار, ويحمل الأمور الكبار.
قالت الثانية: إن أبي عظيم الخطر, منيع الوزر, عزيز النفر, يحمد منه الورد والصدر,
فقالت الثالثة: إن أبي صدوق اللسان, كثير الأعوان, يروي السنان عند الطّعان.
قالت الرابعة: إن أبي كريم النزال, مُنِيف المقال, كثير النوال, قليل السؤال, كريم الفعال.
ثم تنافرن إلى كاهنة معهن في الحي, فقلن لها: اسمعي ما قلنا, واحكمي بيننا واعدلي. ثم
أعدن عليها قولهن,
فقالت لهن: كل واحدة منكن ماردة, على الإحسان جاهدة, لصواحباتها حاسدة,ولكن
اسمعن قولي: خير النساء المبقية على بعلها, الصابرة على الضراء مخافة أن ترجع إلى
أهلها مطلقة, فهي تؤثر حظ زوجها على حظ نفسها, فتلك الكريمة الكاملة. وخير الرجال:
الجواد البطل, القليل الفشل, إذا سأله الرجل ألفاه قليل العلل, كثير النّفل. ثم قالت :
" كل واحدة منكن بأبيها معجبة"