على غرار الفيلم السينمائي الشهير «الفتوة»، انتهز أفراد ينتمون لقبيلتين شهيرتين من صعيد مصر خلافا عاديا نشب بين شخصين بسوق الخضراوات بالحي العاشر بضاحية مدينة نصر شمال القاهرة، فحولا تدخلهما لفضه إلى ساحة قتال لتصفية خلافات قديمة بينهما، استخدمت فيها الزجاجات الحارقة والأسلحة النارية وقنابل المولوتوف، وخلفت 25 جريحا كما تم القبض على 15 شخصا من مثيري الشغب بالسوق. وكان عدد من أبناء قبيلة بني هلال وجزيرة شندويل، التابعتين لمحافظة سوهاج بصعيد مصر، قصدوا سوق الخضراوات والفاكهة بالقاهرة للعمل كباعة جائلين منذ فترات طويلة، ومؤخرا وصل الخلاف بينهما إلى قمته بسبب أحقية أي منهما بفرض سيطرته على الأماكن المتميزة في السوق، خاصة أن قبيلة بني هلال وجزيرة شندويل بينهما خلافات قديمة ما زالت مستمرة حتى الآن بسبب خصومات ثأرية.
وصرح مصدر أمني بأن اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد وزير الداخلية المصري مدير أمن القاهرة، تلقى إخطارا بالواقعة من العميد علي الدمرداش، مأمور قسم شرطة مدينة نصر، الذي كلف قوة من رجال المباحث للانتقال لمكان الواقعة، حيث تم إغلاق شارع السوق لمدة 7 ساعات، وتم تمشيط المنطقة وألقي القبض على 15 متهما من الطرفين.
وقال شهود عيان: «فوجئنا بقيام عدد من الباعة الجائلين الذين ينتمون إلى جزيرة شندويل بإشعال النار في عدد من إطارات السيارات، وإشعال النيران في مفروشات الباعة المنتمين لبني هلال». وحدثت حالة من الفزع بين سكان المنطقة، خاصة عندما سمعوا دوي انفجارات وأصوات طلقات نارية وسقوط عدد من المصابين على الأرض، إلى أن حضرت قوة من رجال الأمن والدفاع المدني وتمت السيطرة على الحرائق، وإلقاء القبض على المتهمين.
وأكد شهود عيان أن الباعة من الطرفين استخدموا زجاجات المياه الحارقة، والأسلحة النارية، وقنابل المولوتوف وأرهبوا نحو 4 آلاف أسرة تقطن شارع السوق، ونتج عن المشاجرة إصابة نحو 25 مواطنا من المارة والمترددين على السوق تم نقلهم إلى مستشفى مدينة نصر وبعضهم في حالة خطيرة.