محمد القيسي/موطني -- هجمات تقتل وتصيب 27 عراقياً وتحدث أضراراً بالغة بالمنازل المستهدفة.
وقفت ميلاد فاضل، معلمة في إحدى مدارس مدينة الفلوجة، مع جارتها على قارعة الطريق. وكانت الاثنتان تبكيان بحرقة بعد أن سمعتا بخبر مقتل تلميذ فاضل، سعد، والبالغ من العمر تسع سنوات، حين هاجم الإرهابيون منزل عائلته يوم الاثنين، 7 حزيران/ يونيو.
وكان منزل سعد من بين 11 منزلاً في الأنبار تعرضت للتفجير على يد الإرهابيين الذين يستهدفون قوات الأمن وعائلاتهم. وقد سقط في هذه التفجيرات 27 عراقياً بين قتيل وجريح.
وقالت فاضل "إنه أسلوب جديد للقاعدة. فقد استسلمت ويئست من مقاتلة القوات العراقية بفعل تطورها، لذلك عادت لتضرب عوائلهم".
وبحسب مسؤولي الأمن، قام عدد من الإرهابيين بزرع عبوات ناسفة حول المنزل الذي يعيش فيه سعد، وقتلوه مع والده، الذي يعمل في الشرطة العراقية، وشقيق سعد الصغير، بالإضافة الى جرح والدته وأخته ذات الثلاث سنوات.
وأضافت فاضل "أعتقد أن الحرب ستتحول هذه المرة من حرب القوات العراقية ضد الإرهابيين إلى حرب العراقيين جميعا ضد أقذر مخلوقات شهدتها الإنسانية. إنهم قتلة أطفال ونساء".
وقال المقدم علي الدليمي، المتحدث باسم قيادة عمليات الأنبار، إن الهجمات تركزت في مدينة الفلوجة، حيث استهدف المسلحون ستة منازل تعود لعناصر من الشرطة في أحياء الجولان والنزال والمعلمين والكرمة.
وأضاف الدليمي "ارتكب إرهابيون مجزرة جديدة بصفوف المدنيين فجر الاثنين، حيث شنوا هجمات متزامنة بوقت واحد على منازل تقطنها عوائل وأسر قوات الأمن وأفراد من الصحوة".
وقد أسفرت الهجمات التي وقعت في الفلوجة عن مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين وإلحاق ضرر بالغ بالمنازل المستهدفة.
كما استهدفت ثلاثة منازل أخرى تعود لعناصر من الصحوة في منطقة الزيدان شرق الفلوجة، ما أسفر عن جرح ستة مواطنين وهدم منزلين بالكامل.
وقد وصف الرائد عباس السعداوي، من شرطة الزيدان، الهجوم الذي استهدف منزل أحد زملائه.
وقال "تمت مهاجمة منزلهم خلال ساعة مبكرة من فجر الاثنين. ولم يكن لهم ذنب سوى أن ابنهم يقوم بعمله في حفظ الأمن، وبعد أن عجز الإرهابيون عن مواجهته، قاموا بمهاجمة أسرته، وهم كل ما يملك".
من جهته، قال الملازم أول إسماعيل العبيدي، من شرطة القائم، إن الإرهابيين هاجموا منزلين إضافيين في قرية سعده جنوب مدينة القائم، يعودان لقائد صحوة القائم الشيخ سمران مخلف عبد وابنه. وقد أدى الهجوم إلى مقتل اثنين من الشرطة وجرح ثلاثة مدنيين.
وأوضح العبيدي "أن جميع الهجمات كانت بنفس الأسلوب، وهو عبوات ناسفة بدائية الصنع زرعت في محيط المنازل وجميع المؤشرات تدل على أن القاعدة تقف خلفها، بعد عجزها عن مواجهة القوات العراقية في الشارع وساحات القتال".
وقال الطبيب في مستشفى الرمادي العام في الأنبار الدكتور عبد الوهاب محمد، "إن أغلب الضحايا هم من النساء والأطفال، وبعضهم أصيب بجروح جراء تساقط أجزاء المنزل عليه وكانت جروحهم مغطاة بركام المنزل".
وأضاف محمد "لا يقدم على عمل مثل هذا إلا أشخاص سلبت الرحمة من قلوبهم. فقتل الأطفال والنساء ليس من فطرة البشر".
وقد قامت القوات العراقية باعتقال 12 شخصاً من المشتبه بهم ويجري الآن التحقيق مع المعتقلين.
وبدوره، توعد قائد شرطة الأنبار اللواء بهاء الكرخي بالقبض على منفذي الهجمات بأقرب وقت.
وقال الكرخي "نعد جميع المواطنين في الأنبار أنهم سيشاهدون المجرمين عن قريب في قبضة العدالة وسيحاكمون على أفعالهم".
وأوضح الكرخي أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الهجمات نفذتها خلية واحدة تابعة للقاعدة، وأضاف "ستكون تلك الجريمة آخر أعمال هذه الخلية إن شاء الله".
وشجع الكرخي عناصر الشرطة الذين تعرضت عائلاتهم للاعتداءات يوم الاثنين على "مواصلة المشوار وحربهم ضد الإرهاب دون أن يشكل الهجوم الجبان عائقا في عملهم".
هذا وقد صدمت وحشية الهجمات المواطنين في الأنبار. حيث قال المواطن طارق إسماعيل، 44 عاماً ويسكن في مدينة الفلوجة، "كنا نتوقع أن يستغل الإرهابيون سوء الأحوال الجوية وتصاعد الأتربة في الجو، لكن ليس بهذه البشاعة، فقد فاقت جرائمهم جميع توقعاتنا".
أما المواطن ثائر بديوي، 32 عاماً ويسكن في مدينة الفلوجة، فقال "أصبحت الحرب واضحة الآن أكثر من السابق. إنهم الشر بعينه. يجب أن يستمر دعم المواطنين للقوات العراقية حتى نتخلص منهم".